مع ارتفاع درجة حرارة الجو خلال بعض فصول العام، ونتيجة للأداء اليومي للسيارة خلال هذا الطقس أو الركن المستمر لها تحت أشعة الشمس المباشرة، يصبح من الضروري الاهتمام بأجهزتها المختلفة ومتابعتها حرصاً على عدم تعرضها للتلف بسبب تأثيرات هذه الحرارة.

ولعل أهم المؤشرات التي يجب متابعتها هي مستويات الزيوت المختلفة التي تشمل زيت محرك السيارة وكذلك زيت الفرامل وزيت ناقل الحركة بالإضافة إلى سائل التبريد ومستويات الضغط في إطارات السيارة.

نستعرض في هذا المقال أهم المكونات التي تتطلب منا المزيد من الاهتمام للمحافظة على أداء المحرك وسلامة السيارة بشكل عام.

1. تفحص مستويات سائل التبريد في مبرد السيارة

بشكل طبيعي، وخلال فصل الصيف تزداد معدلات التبخر في السوائل، هذه العملية تؤدي إلى تناقص مستويات مياه التبريد بالمبرد لذلك يجب الانتباه إلى تفحص مستوياتها بين الحين والآخر وتعويض النقص فيها للمحافظة على مستوى مناسب من سائل التبريد.

2. تفحص مستوى زيت محرك السيارة

تؤثر الحرارة على مستوى زيت محرك السيارة، ومن هنا يجب الحرص على الاهتمام بالزيت وتغييره عند اللزوم للمحافظة على أداء المحرك.

في ظروف القيادة في الطقس الحار يمكن للحرارة المرتفعة أن تؤثر في درجة لزوجة الزيت وتغير قوامه ليصبح رقيق، بالإضافة إلى تحلل المواد الكيميائية الداخلة في عملية تصنيع هذا الزيت نتيجة تسارع عمليات الأكسدة وما يمكن أن ينتج عن هذه التغيرات من خلل في أداء الزيت.

الحل في هذه الحالة هو اختيار الزيت المناسب للطقس الحار للمحافظة على لزوجة الزيت في الحدود المناسبة والذي من أمثلته الزيت 20w-50 الذي يتمتع بدرجة عالية من اللزوجة تمنع تحول الزيت إلى القوام الرقيق أو شبه السائل في مثل هذه الظروف.

يمكن الرجوع إلى دليل تشغيل السيارة للتعرف إلى نوع الزيت المنصوح باستخدامه في الطقس الحار وكذلك معرفة الوقت المناسب لتغييره ومناقشة الأمر مع ورش الصيانة.

ينصح كذلك بالاحتفاظ بكمية من نوع الزيت المستخدم لإضافته للمحرك في حال ملاحظة نقص في مستوى الزيت بفعل تبخره بتأثير الحرارة.

3. الاهتمام ببطارية السيارة

من المكونات المعرضة للتلف أو تدني مستوى الأداء في هذا الفصل هو بطارية السيارة، حيث يعتقد الكثير أن برودة الطقس خلال فصل الشتاء هي المسؤولة عن انخفاض أداء البطارية وتلفها في حين ثبت أن الحرارة الشديدة هي الأكثر تأثيراً في إنقاص العمر الافتراضي لبطارية السيارة خاصة في الأنواع القديمة من البطاريات التي تعتمد على السوائل داخلها، فكيف يحدث ذلك؟

تؤثر الحرارة من حيث الارتفاع والانخفاض في سرعة التفاعلات الكيميائية داخل البطارية، فكلما قلت الحرارة قلت سرعة التفاعلات الكيميائية داخل البطارية وقل معها الناتج النهائي من القوة الكهربية لذلك نرى تأخر بعض المحركات في التشغيل بسبب نقص الطاقة المتولدة.

في الجانب الآخر للمعادلة، زيادة الحرارة تؤدي إلى تسارع التفاعلات داخل البطارية مما ينتج عنه ارتفاع الطاقة المتولدة منها وفي نفس الوقت نقص العمر الافتراضي لها، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن العمر الافتراضي المتوقع للبطارية في درجة الحرارة المنخفضة قد يصل إلى 55 شهر في حين يصل عمرها الافتراضي في درجة الحرارة المرتفعة جداً تقريباً 33 شهر.

لذلك فإن الفحص الدوري للبطارية واختبار عملها من طرف ورش الصيانة قد يمنع حدوث الخلل المفاجئ فيها ويساهم في إطالة العمر الافتراضي لها.

4. الانتباه لضغط الهواء في إطارات السيارة

مع كل ارتفاع يقدر ب 10 درجات مئوية في حرارة الجو يرتفع الضغط في إطار السيارة بما يعادل 0.1 بار (البار هو وحدة قياس ضغط الهواء)، وبالرغم من كونها زيادة طفيفة إلا أنها ذات تأثير على الإطار على المدى الطويل خاصة مع تراكم مجموعة من العوامل الإضافية الأخرى التي تسبب زيادة في حرارة الإطار والتي تنجم عن احتكاك الإطار بإسفلت الطريق.

لمنع حدوث مشاكل في الإطار ومنع انفجاره المفاجئ هذه بعض النصائح:

• نفخ الإطار إلى المستويات المنصوح بها وعدم تجاوز حدود ضغط الهواء به حسب توصيات المصنع.
• في حال ملاحظة ارتفاع في درجة حرارة الإطار يمكن التوقف عن قيادة السيارة بركنها لفترة زمنية معينة لتخفيض درجة حرارة الإطار أو استبداله بإطار آخر.
• زيادة سرعة السيارة هي واحدة من أسباب زيادة حرارة الإطار، لذلك يجب المحافظة على سرعة معقولة لتفادي زيادة الاحتكاك بين الإطار والأسفلت وما ينجم عنه من ارتفاع في درجة الحرارة.
• التحكم في وزن الأحمال على السيارة وعدم تحميلها بأوزان فوق المنصوح به.

5. العناية بمكيف السيارة

يعد مكيف هواء السيارة من أكثر الأجهزة استخداماً خلال الطقس الحار، ويصعب قيادة السيارة في الأوقات التي يتم فيها ركن السيارة لفترات طويلة تحت أشعة الشمس المباشرة، وهنا يأتي دور العناية بمكيف السيارة لتجنب مثل هذه الحالات وضمان استمرار عمل المكيف بالشكل المطلوب.

هذه بعض النصائح في كيفية العناية بمكيف السيارة:

• تغيير مصفيات الهواء الخاصة بالسيارة للمحافظة على تدفق الهواء النقي الخالي من الأتربة والجراثيم داخل السيارة ولضمان عمل المكيف بشكل أفضل.
• عدم تشغيل مكيف السيارة بعد ركنها لفترات طويلة بشكل مباشر، بل ينصح بتشغيل المروحة مع فتح نوافذ السيارة للتخلص من الحرارة المرتفعة داخلها ولعدة دقائق يتم بعدها تشغيل المكيف.
• تشغيل مكيف السيارة في وضع "إزالة الرطوبة" لمدة 10 دقائق وبشكل أسبوعي حتى يمكن تقليل كمية الرطوبة المنبعثة والمحافظة على أداء ضاغط الغاز بالمكيف.
• تحديد حرارة المكيف باختيار درجة حرارة في حدها الأدنى لجودة أداء المكيف في الدرجات المنخفضة، ويمكن لاحقاً تعديل معدل أداء المروحة بما يناسبك من حيث الأداء والاتجاه.

الخلاصة
تؤثر درجة الحرارة المرتفعة في الطقس الحار على مكونات السيارة بشكل عام، ومثل هذا التأثير يشمل مختلف سوائل السيارة وإطاراتها وغيرها من المكونات الحساسة الأخرى، لذلك وللمحافظة على أفضل أداء لهذه المكونات ينصح بإجراء عمليات الصيانة والمتابعة الدورية لها للمحافظة على سلامتها وبالتالي سلامتك وسلامة عائلتك ومرافقيك في المقام الأول.

مصادر

- How The Summer Heat Affects Your Tyres
- Tips To Maintain Your Car's AC in The Summer

مع تحيات مكتب الإعلام بشركة الشرارة الذهبية للخدمات النفطية