تتكرر حوادث اشتعال النار بمحطات الوقود، وقد سمعنا عن مثل هذه الحوادث وهي تتكرر في بعض المحطات بين الحين والآخر، ويرجع السبب في بعض هذه الحوادث، إذا ما  استثنينا الأسباب الشائعة والمعروفة الأخرى، إلى خطر ما يعرف بالشحنة الكهربية الساكنة التي يحملها جسم الإنسان نفسه وقدرتها على توليد الشرارة الأولى الكافية لإشعال النار عند تفاعلها مع البخار المتصاعد من البنزين أثناء عملية التزود بالوقود داخل المحطة.

سنستعرض في هذا المقال التعريف بالشحنة الكهربية الساكنة ومخاطرها وكيفية الوقاية منها تجنباً لنواتج اشتعال النار في محطات الوقود وما يترتب عن ذلك من ازهاق للأرواح وتلف المعدات المادية الأخرى لا قدّر الله.

الشحنة الكهربية الساكنة ماهي وكيف تتولد؟

تعرف الشحنة الكهربية السالبة التي تتكون على الأسطح وكذلك جسم الإنسان بأنها شحنة كهربية تتولد من مجموعة من الإلكترونات تتجمع نتيجة للتلامس أو الإحتكاك المتكرر بين هذه المواد، فعلى سبيل المثال، فإن حركة قدم الإنسان على بعض الأنواع من الأرضيات يكوّن شحنة كهربية ساكنة، تعتمد في مقدارها على حجم الجسم وكذلك سرعة الحركة وجفاف الجو (درجات رطوبة منخفضة).

تعامل مع بخار البنزين بحذر

بالتأكيد لاحظت وأنت تملأ خزان الوقود تصاعد مايشبه البخار عند اندفاع الوقود من مسدس المضخة إلى خزان الوقود بالسيارة، هذا البخار المتصاعد من  البنزين في هذه اللحظات يشكل المصدر الأخطر لنشوب الحريق، فهو أثقل من الهواء من حيث الكثافة ويمتاز بقابليته العالية جداً للإشتعال.

>أي تلامس بين اليد، التي تحمل شحنة ساكنة، وبين الإطار المعدني لمقبض مسدس المضخة في هذه اللحظات يمكن أن يتسبب في تفريغ هذه الشحنة وانطلاق الشرارة الأولى لحريق يصعب توقع نتائجه.

إحصائيات وأرقام

سجل معهد المعدات النفطية الأمريكي  (Petroleum Equipment Institute (PEI من خلال الحملة التي أطلقها تحت اسم Stop Static منتصف تسعينات القرن الماضي لمتابعة حالات اشتعال النيران في السيارات بسبب الشحنة الكهربية الساكنة عدد (175) حالة.

%50 من هذه الحالات كانت بسبب عودة السائق للجلوس بالسيارة أثناء تعبئة الوقود وهذا يعطي فرصة مرة أخرى لإكتساب شحنة ساكنة نتيجة الإحتكاك بين ملابس السائق ومقعد السيارة، في حين شكل عدم إغلاق غطاء الخزان بإحكام مانسبته 29% من الحالات، وكانت النسبة الباقية وهي 21% حرائق لأسباب أخرى.   

كيف نقي أنفسنا من مخاطر الشحنات الكهربية السالبة

مما سبق، يتضح لنا أن التفاعل الذي يحدث بين بخار البنزين المتصاعد أثناء تعبئة خزان الوقود والشحنة الكهربية الساكنة التي يحملها جسم الإنسان هي السبب الرئيس في حوادث إندلاع النار في بعض السيارات بمحطات الوقود.

وللوقاية من مخاطر الحريق بصورة عامة ولخطر هذه الشحنة بوجه خاص يمكننا اتباع الخطوات التالية عند التواجد بجانب المضخة لغرض التزود بالوقود:

1. إطفاء محرك السيارة والإمتناع نهائياً عن التدخين.
2. التخلص من الشحنة الساكنة قبل البدء في ملء الوقود وذلك بملامسة أو وضع اليد على السطح المعدني للسيارة، مثل هذا السلوك يعمل على انتقال الشحنة الساكنة وتفريغها في معدن السيارة والذي يعتبر موصل جيد للكهرباء ويساعد بذلك على التخلص من هذه الشحنة.
3. بعض الأشخاص يقوم بوضع مسدس المضخة في خزان الوقود ثم يعود للجلوس في السيارة في انتظار ملء الخزان، ثم يقوم بالهبوط من السيارة مرة اخرى وإزالة مسدس المضخة من خزان السيارة بعد تعبئته.
   
   إذا كنت من بين هؤلاء الأشخاص فأننا ننصح بعدم تكرار هذه الحركة!
   
   إن دخولك للسيارة مرة أخرى يعني إعادة شحن جسمك بشحنة ساكنة جديدة نتيجة الإحتكاك الحاصل بين الجسم ومقعد السيارة، هذه الشحنة تنتظر اللحظة التي يلامس فيها جسمك من جديد أي جسم معدني ليتم تفريغ هذه الشحنة الإضافية وما قد ينتج عن ذلك من اشتعال للنيران.

ختاماً، إن أخد الإحتياطات اللازمة في التعامل مع هذه المادة الحساسة والخطرة واتباع هذه الخطوات الإحترازية لا يكلف شيئاً ويحافظ على سلامتك وسلامة عائلتك في المقام الأول وكذلك سلامة الآخرين وممتلكاتهم، حفظ الله الجميع.

مع تمنيات شركة الشرارة الذهبية للخدمات النفطية للجميع بالسلامة والأمان.